24.4.13

كل المنافي لا تبدّد وحشتي




يا ربِّ: إن لكل جرحٍ ساحلاً..
وانا جراحاتي بغير سواحل..
كل المنافي لا تبدّد وحشتي
ما دام منفاي الكبير.. بداخلي
(نزار قباني)



دائما أجد السلوى في كلمات الشعراء والأدباء فأحفظها هنا وهناك أعلقها أمامي على
طاولة مكتبتي, ثم أنساها ... وتمر الأيام .. وتتغير الأحوال .. ثم تقع عيني فجأة كل مرة على ورقة مختلفة
وكأنها تكلمني . . 
وهذه المرة وقعت عيني على هذه السطور القليلة لكلمات قد تبدو عادية للبعض
ولكنها تختصرني بداخلها .. وتحويني. 

19.3.13

دع الأيام تفعل ما تشاء ~

                                           

دع الأيام تفعل ما تشاء . . . وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي . . . فــما لــحوادث الدنيا بقـاء

مدونة ورقة وقلم = كتاب
 جميع الحقوق محفوظة لمدونة ورقة وقلم = كتاب

23.11.12

ماذا يعني أن تكون فلسطينيًا تعيش في دولة يهود !!


ماذا يعني أن تكون فلسطينيًا تعيش في دولة يهود !!

عندما بدأت أكبر وأفهم ما يجري من حولي.. لم تصادفني مواقف عنصرية أو أتعرض لما يدعوني للتفكير بوضعي كأقلية عربية تعيش في فلسطين المحتلة مع 7 مليون يهودي !
وعند بداية تعليمي الأكاديمي قبل 5 سنوات لم اضطر للتعامل المباشر مع المحيط اليهودي سوى في بعض المعاملات الرسمية العامة أو اليومية في شراء حاجياتي.. لم اضطر لذلك لأنني تعلمت في أكاديمية عربية.. 

لم أشعر بالغربة التي أشعر بها الآن!
 لقد بدأت بتعلم لقب جديد في مدينة حيفا .. وفي كلية يهودية!
بدأت باستعشار اختلاف التجربة عن ما عشته في اللقب السابق في المحيط العربي!!
أولا أنا المحجبة الوحيدة في الكلية.. ناهيك عن ان عدد الطلاب العرب بشكل عام ضئيل .. ربما لأن السبب يعود الى انها كلية فنية واتجاه ميول الطلاب العرب بشكل عام علمي أو أدبي ولكن ليس فني بكل تأكيد.. أو ربما لأن اجرة التعليم في كلية خاصة كهذه أعلى منها في جامعات أو كليات يدعمها مركز التعليم العالي, لا أدري , ولكن من هنا بدأ الاختلاف.. .حيث ان كليتي السابقة لم تكن عربية فحسب بل كانت بصبغة اسلامية كذلك ! وكانت الفتيات الغير محجبات هن الأقلية هناك ! 

ومع الأيام .. بدأت أشعر بالفجوة في التفكير والثقافة بيني وبين الطلاب أو المحاضرين .. فحتى الرسم والفن لديه طابع يهودي في كليتي ! فالمحاضرة مثلا تستطيع أن تفهم ما يعبر عنه أحد الطلاب من مشاعر عن طريق الرسم .. ببساطة بمجرد أن يرسم شيئا من محيطه اليهودي.. حتى أشكال الأشخاص في رسوماتهم تختلف! حتى الحيوانات في رسوماتهم تختلف ! أشكال الحياة وأساليبها.. تستطيع المحاضرة والطلاب اليهود أن يرتبطوا مع الرسمة ... وأنا لا ! لأنها بعيدة كل البعد عن واقعي وحياتي !

قضيت معظم وقتي في حل وظائفي أو في قراءة كتاب .. ورغم أنني لست شخصية اجتماعية جدا .. الا أنني شعرت بالوحدة والغربة فعلا !  يا للمفارقة ! في كليتي السابقة كنت لا أكف عن الكلام والمشاركة والتعبير ووو .. وهنا يكاد ريقي يجف من كثرة الصمت !!

مع الوقت بدأت تنشأ علاقة سطحية بيني وبين احدى الفتيات اليهوديات.. عادي مجرد مشاركة صعوبات في الرسم أو حل وظيفة معينة! ولكن الضغينة والحقد شئ يتشرّبه هذا الشعب مع الحليب في الطفولة.. العنصرية والكراهية أمر مجبول فيهم !
مع تزامن الأحداث الأخيرة على غزة تراهم جميعا يصبحون "فاهمين سياسة" وتصبح جميع أحاديثهم متعلقة بالحرب على غزة وشتائم على الغزاويين والفلسطينين والعرب ! ودعاوى لإبادة جماعية لكل العرب وأنه ما قتل من الفلسطيني لا يكفي! وأنه يجب على العرب أن يرحلوا من هذه الأرض !!!
وهذه الفتاة التي "ما لبثت" أن بدأت تنشأ بيننا علاقة سطحية... كشّرت عن أنيابها كغيرها من اليهود.. ولم تعد تتحدث الي.. ربما لأنني عربية مثلا؟ أو ربما لأنني اتضامن بصمت وأتعاطف مع الفلسطينيين في غزة؟ 

بدأت أشعر بالغربة في وطني! ربما تأخرت ... ولكني أشعرها بقوة الآن !!

 شاء الله لنا أن نكون غرباء في اوطاننا ..

( من على سطح الكلية - منظر لحيفا من تصويري ) 

 آه يا حيفا
كلما أنظر اليك يملؤني الحنين لزمنٍ مضى.. زمن لم اعشه ولكنني سمعت عنه.. زمن مليء بالحب فيكِ.. في بحرك وهوائك .. سمائك ونسماتك يا حيفا ! صرت أشعر بالغربة فيك يا وطني.. فأنا بين المطرقة والسندان .. لا يحق لي التعبير عن موقفي وتضامني مع الفلسطينيين لأنني سأعتبر ارهابية وأشكل خطرا على أمن الدولة! ولا أعرف كيف أمزج بين مشاعري المختلطة في كره هذه الحكومة وهذا النظام الجائر بحق كل ما هو فلسطيني وبين حاجتي للاندماج في بيئة لا تناسبني وحياة لم أخترها !!

أنا بين اثنتين كلتاهما النارُ .. يا وطني :( 



13.10.12

موقف وتأمّل .. مع كأس شاي

السلام عليكم
جميعنا تمر بنا مواقف حياتية عادية.. أحيانا أحب أن اتوقف عندها.. اتأملها..


كأن أجلس صباحًا عند شباك غرفتي.. أتأمل المارين (ومعظمهم من الطلاب) في عجلة من أمرهم.. ليلحقوا بباص المدرسة..
أجلس أقرأ أوردتي .. وأشرب كأسًا من الشاي الساخن مع الليمون .. موقف عادي.. يتكرر كل يوم


لكنني أحب أن أتوقف عنده أحيانًا .. لأشعر بالامتنان لله .. فلا أحد يستطيع أن يفهم سر سعادتي في تلك اللحظات.. وكأنني سجين وقد تحررت أخيرا من أسر السجان.. أنظر إلى طلاب المدارس يركضون.. والي المعلمين وراءهم.. فأشكر الله بقلب ممتن جدا أن سمح لي بالتخلص من التدريس :) :) :) نعم نعم .. وأحمد الله ان جعلني أشكره وأنسب الفضل له وحده
صدقوني هناك نعم في حياة كل واحد منا .. لو فقط يتوقف لحظة في مسيره وركضه في هذه الدنيا.. نعم توقف قليلا وخذ نفسًا عميقًا .. استشعر الحب.. انظر الى الوراء والى احداث حياتك التي سبقت .. هل ترى؟ هل تفهم؟ لماذا قبل سنوات بدت لك مصيبة ما وكأنها آخر الدنيا .. أو كأنه لا حل لها .. أو كأن حياتك انتهت بها .. الا ترى؟ كيف كانت هي بداية لشيء لم تتوقعه؟ أو لتعرف على شخص لم تكن لتعرفه لولا ما حدث؟
أنا أحب التأمل هكذا.. فهو يشعرني بالسلام والطمأنينة .. أحب حقا أن أجلس بهدوء لأبدأ يومي من غير عجلة أو اضطراب أو توتر.. وصرت أشعر بالفرق.. فالأيام التي أبدأها هكذا .. تستمتر طوال النهار هكذا .. والعكس صحيح :)

فهي دعوه.. لي ولكم .. أن نتوقف قليلا.. وكفانًا ركضًا وراء العمل أو التعليم أو أي شيء من الدنيا.. توقف لتتأمل ولتعطِ لهذه الروح بداخلك حقها :)

في حفظ المولى