20.4.11

عصفور + عصفور = عصفورين






اذكر عندما كنتُ صغيرة جدًا . . كنت أتمنى أن أكون عصفوره،

أحب حركات العصافير وأصواتهم ، لكن أكثر ما شدّ انتباهي حينها
هو قدرتها على التحليق عاليًا والطيران من دون قيود، معلنةً بقوّة الغاءها لكل الحدود التي اصطنعها الانسان
لتسيح في بلاد الله . . وتلتقي بمجموعات من الطيور . . التي تغدو وتروح. 

 سألوني مرّة عن أمنيتي فقلت: "أتمنى أن أكون عصفورة" فضحكوا مني . .  وصمتت
وتعلّمت يومها ألا أشارك أحلامي مع أحد . . 


 

وأنا الآن، بعد مضيّ العديد من السنوات، أصحو كل يوم على زقزقة العصافير بجانب نافذة غرفتي
أحيانًا أتخيل زقزتها نداءًا لي . . ألم يحن موعد انضمامك لنا؟ 



عندما سمعت أغنية حمزة نمرة بعنوان "عصفورين" لا أدري لم لامست وجداني بشدّة،

فشعرت  بشوقيَ الكبير الذي دفنته بداخلي مع الأيام ، تذكّرت حبيّ القديم للعصافير ،

وتذكّرت أحلامي التي اندثرت . . التي صممتُ في الماضي ألا أشاركها أحد 

فرُحتُ أبحث عن معالمها ووجدتها فيّ  . . لقدّ علّمتني العصافير درسًا مهمًا . . 

أن أقف بقوّة وألغي جميع القيود التي تكبّلني وتحول دون تحقيق حلمي . .

كما تفعل هي مصرّة كل يوم مثبتةّ لكل العالم . .  أن لا معنى للحدود التي يضعها البشر، لا معنى للقيود التي يقررها البشر . .

لا معنى أبدًا. 





تقول الأغنية . .  

لمّا الطيور تطوي الجناح  . .  قرب الشطوط ترتاح 
عصف الرياح بهدّها ويلوّن الريش بالجراح 

حتىّ الطيور ممكن تخاف من البراح . .

مشهد جميل شفته يا ما في الصباح . .  

عصفورين . . بيلقطوا ورق الشجر وبيبنوا عشّ 
شيء مؤكّد . . مكانش في بينهم خداع ومكانش غشّ  . . 
  



الان، لم يعد يضيرني أن أقول معلنةً، ما زلت أتمنى لو أكون عصفورة . .

ولكن أكيد بعدما كبرت صرت أعني بهذا المعنى المجازي :)