25.11.09

لحظة: ما الحد الفاصل بين واجبات المراة والرجل؟











رجال-نساء

لكل منا رأي او توجه في الحياة, مجموعة مبادئ يرى انها الصواب . . 
ولكن هناك أمور -برأيي- يجب أن تكون عامة وموحدة بين جميع الناس . . وذلك لكونها جوهرية في حياة كل منا.

وموضوع مهام المرأة والرجل (الزوجة والزوج) خارج البيت وداخله, من أحد أهم هذه الأمور التي يجب ان تكون مفهومة وواضحة لكل منهما قبل كل شئ, في مراحل مبكرة جدا من علاقتهما, وربما قد توضح في أول لقاء تعارفي بينهما!

قد يرى البعض منكم كلامي غريبا, غير منطقيا أو لا طائل منه. لا بأس.

كنت أتحدث مع صديقاتي في هذا الموضوع, فأنا لا أرضى برجل لا يتقبل فكرة انني إمراة عاملة, ولا يواجه هذا الواقع (بحلوه ومره) الا بلعب دوره التقليدي كرجل لا يتدخل في أمور البيت ولا تربية الابناء, وانما يشكل دور المشاهد من بعيد لكل حدث من احداث بيته, ولا يتدخل الا في حل المشاكل (أو ربما اختلاقها ! ). 

فعلى الرجل (والمرأة ايضا) أن لا ينسى أ ويتناسى أن رعاية المنزل والمحافظة عليه وتربية الابناء, ليست من واجب المرأة فحسب. وانما عليه أن "يشترك" اشتركا تاما وفعالا في كل عملية تحدث في بيته. أولم يكن هو جزءا لا يتجزأ من "وجود الطفل", فأين دوره اذا فيما بعد, في مراحل هذا الطفل العمرية المختلفة ؟!

قد يري الكثير من الاباء أن عملية التربية تقتصر فقط على دفع "مصاريف" وتكاليف "هذا الطفل" - ابن الجيران هو؟
والجانب النفسي, العاطفي, الاخلاقي والاهم من ذلك , الجانب الديني في حياة الطفل, - بخليه على جنب!

ولفهم الصورة بشكل متكامل, دعونا نعود الى الورااااء . . الى زمن العهود القديمة جدا . . وصلتوا؟ . . لا كمان قرن الى الوراء . . نعم

الى زمن الانسان القديم (اذا كان موجود اصلا) . . فأنا اتخيل الحياة على هذا النحو . . 


الانسان-القديم


| الرجل بحكم البنية الجسدية, والمكونات البيولوجية لديه . . يتحتم عليه أن يفتش عن أحد أهم الحاجات الانسانية للبقاء على قيد الحياة! الطعام ! فيذهب الى الغابات ويخوض المعارك والمغامرات . . ويصطاد !
 ويرجع بغنيمة يومه الى زوجته . . التي بدورها الانثوي -وبرضو- تكويناتها البيولوجية بقيت في البيت لتعتني بالطفل الاول في حياتهما, ولتربي المعجزة الربانية التي ما زالت مندهشه منها, من مجرد علاقة بينها وبين زوجها, يتكون طفل (انسان مثلها تماما ولكنه صغير الحجم).
وبكونها موجودة (هيك هيك) في البيت وزوجها في "العمل اليومي" قد يحتاج منزلهما الى عناية أو تنظيف فتقوم هي بذلك, فهذه الاعمال تتناسب وبنيتها ودورها. | 

الى هنا تنتهني الحكاية. 

دعونا الان نرجع الى زماننا, ما المختلف؟

امرأة-في-البيت


اولا, الاعمال ما عادت تقتصر على تلبية الحاجات من الدرجة الاولى. انما هناك أمور اكثر تعقيدا. الرجل يخرج لساعات عمل طويلة الى عمله, وضغط الحياة اليومي, زحمة المواصلات, المزاج السئ, الطقس. 
واليوم,ما عادت المرأة تجلس في البيت تطبخ وتربي الاولاد, فقد دعت الحاجة (لسبب او لاخر)  الى خروجها الى العمل وشغل مكانة جديدة في المجتمع وتلبية حاجات كثيرة فيه.
والبيت نفسه, ما عاد ذلك البيت البسيط الذي لا يتطلب جهدا ولا وقتا للاعتناء به. 
والابناء ايضا (وصلَتْ لهون؟) لم يعودوا هم نفس الابناء.
البيئة؟ تغيرت . . وقد تكون العامل الاساسي في تغيير كل النقاط الاولى. 


ولكن ما الذي لم يتغير بعد؟ . . ما زالت المرأة, وان كانت تعمل خارج البيت . . تعود منهكة لتكمل عملها داخله, واين الرجل من كل هذا؟
ورغم أن وظيفة الرجل الاساسية لم تتغير, الا انه ليس من العدل ابدا, ان تقوم المرأة بعملها التقليدي وعمل "الرجل" -مع التحفظ - في نفس الوقت معا.

ولنتصور معا هذا الموقف.. 

يعود الرجل الى البيت, وتعود المراة في نفس الساعة تقريبا, يجلس الرجل على الكنبة, (ويمد اجريه كمان) وتشرع المراة في الطبخ للرجل الذي (يا حرام) ما لبث أن رجع من عمله متعبا جائعا يتنظر الطعام. 
فما معنى الشراكة اذا؟ ولماذا يُسَمون "بشركاء الحياة"؟ ربما فقط عند الحديث عن الدخل الشهري و "تصفية الحساب" تظهر الشراكة الفعلية !!
, فان كان الرجل غير قادر على الشعور بمشاعر زوجته ومساعدتها في أعمال المنزل, فما عاد بنظري رجلا ولا حتى (عفوا) انسانا

نساء-اليوم


وقد يرى بعض الرجال هذه الأعمال "عيب" أو "نقص" في رجولته ! مع عجبي. 
فيا سيدي الكريم, كان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو قدوتي وقدوتك , يخيط ثيابه, ويكنس أرض بيته, وكان سيدنا علي كرم الله وجهه كذلك, مقتديا بكل أعمال الرسول الأكرم. 

فأين انت من هذا؟ 

علينا نحن ابناء الطبقة المثقفة أن نسعى اولا لفهم هذه الامور الجوهرية. ولتذويتها فينا وبحياتنا, وان لا تكون مجرد نظريات نطلقها في الهواء, وأول ما تتزوج تلعب دورك القديم. (وهو الاريح والاسهل بكل تأكيد). 
علينا أن نغير نظرة أن المرأة "بس لشغل البيت" , و "البنت لو وصلت للمريخ . . اخرتها للطبيخ"  والى اخره من الجمل المعهودة من تراثنا وفلكلورنا العريق. فهذه النظرة ما هي الا نظرة اجتماعية تقليدية بحت. ولا أعتقد انه هذا الامر مُنزل من السماء بلحظة نزول سيدتنا حواء عليها السلام الى الارض. 


هي كلمات, تداولت بها كثيرا مع صديقاتي, وها انا هنا أكتب رأيي الشخصي. 
لا اقصد هنا التجريح او الاساءة. 
الفكرة كلها مستوحاه من مشكلة فتاه عرَضتْها عليّ. 

وهي دعوة, لكل فتاه . . 
 حددي اولوياتك ومهامك ودورك في حياتك قبل البدء في غمار علاقة لا حدود لها ولا جدران.  

قلب-مقسوم




هناك 6 تعليقات:

  1. موضوع كثير حلو ولازم يصل لكل بيت من البيوت التي يسكنها هذا التقليد

    ردحذف
  2. أهلا بك

    شكرا لمرورك المجهول الهوية.

    ردحذف
  3. كل عام وانتي بخير وكل عام وانتي الى الله اقرب
    دمتي برضى من الله
    والسلام مسك الختام

    ردحذف
  4. السلام عليكم
    اسمحيلي أختي ان اتفق معك في جانب وهو ان الرجل في بيته عليه واجبات كما للمرأة
    ولكن اسمحيلي ان اختلف معك في جانب
    المرأة أسمى وظيفة لها هي خدمتها في مملكتها وتربيتها للأبناء
    المرأة ليست نصف المجتمع كما يدعي البعض ، بل هي المجتمع كله
    فهي نصف المجمتع وهي التي تنشئ النصف الآخر
    فكما تقولين عندما تخرج المرأة للعمل هي والرجل ويعودان كلاهما مرهقين ويعودا بعد ذلك للعمل في المنزل فاين الأبناء ؟؟؟ هي يتركون للخادمات وللأفكار الخاطئة التي نشؤوا عليها ليزرعوها في ابنائنا ؟؟ ام هل نترك الابناء في الشوارع منذ نعومة أظفارهم لأن كلا الوالدين يعملان ولا يوجد منهما من يستطيع ان يتفرغ ليربيهم
    انا لست ضد عمل المرأة ولكني ارى ان هناك وظائف تستدعي وجود نساء فيها كالطب واخرى لا تستلزم ذلك مثل عمل المراة في مجال الهندسة المدني مثلا
    ولا امانع عمل المرأة ولكن ارى انه اذا دعت الضرورة لذلك فلا بأس اما اذا كان عملها من جانب " الترفيه " فلا ادري !!!!
    وشكرا جزيلا مرة أخرى

    ردحذف
  5. اسمحيلي ان اضيف شيئا آخر
    يقول ربنا تبارك وتعالى "وقرن في بيوتكن"
    لا أقول ان عمل المرأة حرام لأني لست بمفتي ولكني ارى انه من الاكرم لها ان تقر في بيتها
    وعندي وجهة نظر لا اعلم هل هي صحيحة ام لا ولكني اعتقد ان جميع هؤلاء النساء لو جلسوا في بيوتهن وافسحوا المجال للرجال للعمل لما وجدت بطاله ولاستقام المجتمع كما كان
    وهذه هي وجهة نظري وارجو ان تتقبليها اختي بصدر رحب :)

    ردحذف
  6. اهلا بك أخي مجددا.

    بكل تأكيد أتقبل رأيك. هذه حريتك, ولك الحق في التعبير عن رأيك.


    أنا من جهتي أرى أن الحياة اليوم مختلفة. ووجود المرأة في ميدان العمل أصبح أمر بديهي ولا بد منه للاستمرار في الحياة الزوجية.

    مصاريف الحياة اليوم كثيرة, متطلبات البيت, الأولاد, التعليم, المواصلات.
    كلها دوامة لا تنتهي.


    وهناك امر اخر مهم جدا, التعليم العالي اخي الكريم, يرقى بالانسان وفكره. يرقى بحياته واسلوب عيشه.

    والعمل كذلك يسعى الى رقيّ المجتمع ونهضته. فكما قلت أن المرأة هي كل المجتمع, فكيف تكون كله وهي لا تقدم لمجتمعها شيئا؟

    أعلم أنك ستقول: أنها تقدم اولادا صالحين يقودوا المجتمع.

    ولكن هذا لا يكفي. فاذا لم تشعر المرأة بالرضا الذاتي وباهمية وجودها على هذه الأرض فلا أعتقد انها ستكون قادرة على تربية الأولاد بالشكل الذي بنفع المجتمع.


    على المرأة ان تقدم لمجتمعها وتنهض بها, كما الرجل. طبعا مع التحفظ على حدود أعمال هذا وذاك. فللمرأة الاعمال المناسبة لها ولا تكون مناسبة الا لها.

    وللرجل كذلك أعمالا تتناسب وشكله, وبنيته.



    أهلا بك دائما في مدونتي.
    فقد أثريت الموضوع.



    اندلس.

    ردحذف

ضع بصمتك . .