29.11.10

وزارة المعارف التعبانه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،



أيها القارئ المارّ من هنا . . توقف. 

هل تساءلت مثلي يومًا عن وضع المدارس المتدني في بلادنا؟ وعن الفارق بين علامات الطلاب العرب وبين الطلاب اليهود؟ 
إذا أردت أن تُلقي اللوم على أحد . . ألقه على من شئت . . على المعلم مثلًا، أو على الطلاب وجيل اليوم المستهتر، ألقه على مدير المدرسة أيضًا لا بأس . . أو على الأهل الذين لا يتابعون دروس أولادهم، لكن إياكَ ان تفكّر ولو لحظة . . أن تلقي اللوم على وزارة التربية والتعليم ! 

وزارة المعارف عندنا، او كما يسمونها وزارة التربية والتعليم . . وزارة حكيمة، ألا ترى معي أنها تعتني بالتربية قبل التعليم؟ كيف لا وقد قدّمت كلمة "التربية" على "التعليم" في اسمها؟ 

وزارة المعارف وزارة عريقة فيها من كل ما هبّ ودبّ . . عندما تفكرّ أن تزورها . . لا تتردد أبدًا،  فأنت لن ترى هناك أكثر من الفوضى الي تكون في سوق الخضرة وصراخ الناس هناك لا يختلف عن الناس في السوق التي تصرخ وتساوم على ضمة بقدونس. 

في وزارة المعارف توجد مقاعد "بلاستيك"  للجمهور، وخيمة تظللهم من حرّ الشمس ولهيبها . . كي تريح أرجلك عزيزي الزائر فأنت حتمًا ستنتظر ساعتين على الأقل حتى يحين دورك. لا تقلق، هناك مروحة كبيرة لتبريد الجو. 

في وزارة المعارف . . وفي يوم استقبال الجمهور تحديدًا . . ترى كل من تعرف، او تعرف كل من ترى . . لا يهم ، انما مؤكد أن أحدًا من الجمهور لم يبق في البيت وكلهم جاؤا لزيارة هذه المؤسسة العريقة. - أليس اليوم يومهم؟ - 

يكفى هزلًا عن وزارة المعارف، ألا تفتح هي ذراعيها لكل خريّج جديد يبحث عن مكان يستخرج فيه كل طاقاته في التعليم . . يطبّق فيه ما تعلّمه في كليّته على الأقل؟؟ . . يا أخي كي لا تذهب مساقات مثل "المعلم كقائد تربوي" سدىً . .
 لهذا تستقبل وزارة المعارف كل من يريد الانضمام الى ركب السائرين في قافلتها . . كل من يريد أن يساهم في تطوير المدرسة والعملية التعليمية . . تطوير التفكير وتخريج أجيال جديدة من الطلاب.

 ناهيك عن الإشارة إلى المعايير التي يتم بها اختيار كل معلّم لينضمّ الى هذا الصرح . . أولاً معايير في الشخصية ، على المعلم أن يكون قدوة لطلابه وهذا ما تحرص عليه وزارة التعليم عند تعيين المعلمين. ثانيًا، المعرفة والثقافه: ببساطة متناهية ليس كل من ينهي تعليمه في كلية اعداد معلمين يعني انه ملمّ بموضوعه، قارئ مطّلع ومثقف. لذلك تسخّر وزارة التربية والتعليم عندنا كل جهدها لغربلة المعلمين المتميزين. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فوزارة المعارف عندنا تحارب الغش والتزوير والعمل "من تحت الطاولة" خصوصًا في المجتمع العربي. 


بعد كل هذه الصفات الرائعه، ما زلت لا أفهم . . .


لماذا لا يحبون وزارة التربية والتعليم؟ 

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف30/11/10 03:11

    صديقتي العزيزة!

    أضحكتني كلماتك التي تبكي على وضع مؤسف يخص ركيزة هامة من ركائز المجتمع(المفروض)- التربية والتعليم! وما أدراك ما التربية والتعليم!

    لن أطيل الحديث! لأن عند حديثي عن الموضوع بالذات يذهب الكلام! يلجأ الى الملام!! (ما صدقنا - دعينا بسلام)! :)

    دام قلمك الراقي عزيزتي! :)
    أتمنى لك كل الخير
    أنصار

    ردحذف
  2. واللهِ يا أنصار بقدر ما الوضع مُبكي صرت اضحك انا أيضًا.

    - ركيزة هامه؟ نعم هامة ولكن . .
    .. هذه الركيزة هامة بنظر من؟

    وأنا لن أطيل الحديث أيضًا، أصلا لم يتبق ما أحكيه،


    نوّرتِ

    ردحذف

ضع بصمتك . .