8.10.10

قراءة في سطور الحكم الإلهية

سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته




في كتاب رأيت الله للدكتور مصطفى محمود روعه فوق الوصف وفوق الاحتمال، وكنت قد قرأت عنه في مدونة الأخت صفاء في ارتقاب الفجر وأشكرها من هنا على مشاركتها بعضًا عن ذلك الكتاب وكاتبه. وأحب من هنا أن أسطّر في مدونتي شيئًا من كلام الدكتور الذي يصف فيه قراءة الانسان المبصر لحكم الله بالبصائر والعقول لا بالعيون. 

"ولكن العارف يستطيع أن يفضّ الشفره الإلهية للحوادث ويدرك مضمونها وحركتها ومسارها وحكمتها . . . فإذا بكل شئ له معنى وإذا كل مصادفه تافهه لها مكانها في الخطة الإلهية الشامله . .

والحياة لذّة عظيمة عند أصحاب الهمم والبصائر لأنها قراءة هادئة ممتعه لسطور الحكمة الأزلية في كتاب الكون الذي تعاقب صفحاته أمام العين كل يوم . . 

والسفينه التي جاء ذكرها في سورة الكهف مَثل من أمثلة تلك الخفايا . . فهي سفينه كانت لمساكين يعملون في البحر . . وكان في أعلى البحر ملك يتربص لكل سفينه فيأخذها غصبًا . . ولم يكن موسى يعلم من أمر هذا الملك شيئًا ولا أصحاب السفينه المساكين كانوا يدرون شيئًا عمّا ينتظرهم . . الوحيد الذي كان يعلم كان رجلًا حكيمًا آتاه الله العلم. 
وعمدَ الرجل الى السفينه فخرقها ليرى فيها الملك شيئًا تالفًا هالكًا لا يستحق أن يغصبه فيتركها لأهلها. 
وفوجئ موسى  بهذا العدوان الصارخ وهذا الإتلاف المتعمد الذي يقوم به الرجل لشئ لا يملكه، ورأى فيما يفعله جريمة غادرة بدون وجه حقّ . . ولم يستطع صبرًا ولا سكوتًا ورفع صوته بالاحتجاج والاعتراض. . وكان على خطأ في اعتراضه ولم يدرك أن ما يفعله الرجل هو الإنقاذ وليس التخريب. 

وكانت هذه القصة درسًا لموسى ليتعلم التواضع وليعرف أن هناك من يعلم أكثر منه . . وهي درس لنا لنعلم أن لا شيء يحدث عبثًا . . وأن وراء الأقدار التي تبدو غادرة في مظهرها حكمة . . وأن كل قطرة دم تسيل لا تُهدَر سُدَى وإن ظهر لنا من سطح الحوادث أنها أُهدرت سُدَى . . إنها تبدو كالعبث واللامعقول بالنسبة لمن لا يعرف كيف يقرأ الحوادث، ولكن الذين أوتوا البصائر يعرفون أنه سيكون لها دور لأن كل سطر في ملحمة الوجود له معنى" 

الى هنا انتهى الاقتباس، ولي تعليق على هذه الكلمات الجميلة المنسابة مع انسياب حركة الكون وتدبير الله له، هذه المعاني أمرنا الله بتذويتها فينا على لسان رسوله الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم عندما حثّنا على قراءة سورة الكهف كل يوم جمعه من كل أسبوع من كل شهر من كل سنه، فهل نحن مطبّقون ؟  :)  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضع بصمتك . .